انتهت صباح اليوم ازمة عمال الشركة العربية بوليفار للغزل و النسيج و انتهت قبلها ازمة كفر الدوار و المحلة و شبين و حلوان و السيوف .. ازمات كثيرة كان المحور الاساسي لقيامها هو العمال .. المارد الازرق الملطخ بالشحم المسلح بالمفتاح و الترس . نهض او كاد ان ينهض من جديد . وكان القاسم المشترك في اسباب قيام تلك الثورات المصغرة هو غياب العدالة و احساس العمال ان الالة الراس مالية الامبريالة تكاد ان تلتهم عرقهم مع انتاجهم في سوق العرض و الطلب الذي لا يراعي الا ولا ذمة في ملايين العمال الكادحين . نهضوا جميعا بلا سابق تنظيم او اشعار فهل نشهد مع هذه النهضه العمالية صحوة اشتراكية بعد المزبحه الدستورية التي قام بها "ترزية" الدستور بدعوي تطهيره من دنس الاشتراكية البغيضه .مع الانهيار المؤقت للدول الاشتراكية , ظن البعض ممن أصبحوا الآن قلة أن الاشتراكية انتهت, والرأسمالية أصبحت أبدية, وهي بحسب زعمهم باتت قلعة «للديمقراطية» و«حقوق الإنسان» و«العدالة» والكثير من الشعارات البراقة. وكالتوبة عن الخطيئه : (يبدأ التائب بالندم على التاريخ الطويل الذي قطعه, ويعتبر تاريخه الكفاحي نوع من الرذيلة، هكذا يرى، وأن الصراع الطبقي كانت مؤامرة، وأن الفقراء هم سيدمرون الحضارة، ولا يكتفي بذلك، بل يكيل الشتائم علنا لهم"رئيس وزراء مصر الحالي الموقر الدكتور احمد نظيف في تصريح لوسائل الاعلام الامريكية -- الشعب المصري غير ناضج سياسيا").. ولا يكتفي بعض التائبين ممن يعتبرون أنفسهم من صفوة المثقفين بنشر هذه المفاهيم، بل البعض منهم بات يخجل في أدبياته من ذكر الاشتراكية لأنها أصبحت كما يزعمون موضة قديمة ونوع من التخلف الفكري الذي ينأون بأنفسهم عنه. علما بأنهم في أيام الانتصارات كانوا من أشد المزاودين في الدفاع عن الاشتراكية و مبادئها، وباتوا الآن يبحثون عن كيفية التخلص من «التهمة» الملتصقة بهم، وهي تهمة الاشتراكية , وكل ذلك من اجل إرضاء القوى الرجعية والظلامية وبعض القوى القومية الشوفينية و التيارات الدينيةالمتعصبة. ولكن كل التطورات في المنطقة والعالم تؤكد على بطلان تلك المزاعم. وكما قال الفيلسوف جون بريمون: «الشيخوخة هي أن يحل الأسف على ما فات, محل الأمل بما هو آت». وهذه المقولة تنطبق تماما على هؤلاء التائبين الذين أصابتهم الشيخوخة الفكرية باكرا الذين سعوا لما يسمس تنظيف الدستور المصري من تهمة الاشتراكية او بجملة اخري العدالة الاجتماعيه و التكافل الانساني.
نعم كانت هناك أخطاء, وكانت هناك ممارسات خاطئة أساءت إلى الاشتراكية والى سمعة الاشتراكيين وأكثر الإساءات أتت من تصرفات بعض القيادات التي لم تفكر إلا بمصالحها وامتيازاتها، وكذلك من بعض الذين كانوا لا يفقهون من الاشتراكية شيئا سوى بعض العبارات التي كانت تخدمهم وتخدم ممارساتهم البعيدة كل البعد عن الأخلاق وعن الفكر السوي . وكان لممارساتهم الدور الأساسي في إبعاد الألوف من الكادحين . وما زالوا إلى الآن يعرقلون وعن قصد أي تقارب أو تنسيق بين فئات العمال خوفا على مصالحهم الشخصية.
أنا أعلم أن ثمة من يضحك ساخرا من ذكر الاشتراكية في زمن انهارت فيه المنظومة الاشتراكية, وفي زمن يفوز بالسيطرة على المال العام, من لا وازع لهم ولا انتماء إلا ثرواتهم ويستندون علنا أو خفية إلى سيطرة النظام الرأسمالي الشيطاني ممثلا بالبغي الأميركي, حتى لكأن الحق هو في جانب القوة ولا قوة الا بالله العلي العظيم. وهذا انحراف خطير, أتمنى على الذين يعترضون أويسخرون من مفردة الاشتراكية أن يقدموا حلا عادلا آخر, هذا إذا كانوا يؤمنون بشيء من العدالة الاجتماعية, التعبير المخفف للاشتراكية).
والأحداث والتطورات اللاحقة تؤكد على صحة ماقاله هؤلاء المدافعون علميا وبطلان الاتهامات . فهاهو شافيز - غيفارا الجديد- يحتفل بمناسبة نجاحه للمرة الثانية لرئاسة البلاد لـ6 سنوات أخرى وهو يخطو بخطوات حازمة نحو الاشتراكية, وكذلك نجاح موراليس في بوليفيا, ولولا في البرازيل، وأورتيغا في نيكاراغوا, وانتصار المقاومة الوطنية في لبنان ضد الجيش الإسرائيلي الذي كان يوصف بالجيش الذي لا يقهر, وكذلك استمرار المقاومة الوطنية في العراق ضد الاحتلال الأميركي الذي يحاول جاهدا تشويه سمعة المقاومة العراقية بنسبه إليها عمليات القتل والتصفية التي تجري بحق المدنيين والأبرياء, وصمود إيران وسورية وكوريا ضد العربدة الأميركية, والتحرك الصيني للعب دور اكبر في السياسة العالمية واجتماع الأحزاب الاشتراكية في البرتغال وكذلك المؤتمر العالمي التضامني مع المقاومة الوطنية في لبنان الذي حضره أكثر من -400-شخصية عالمية يمثلون قرابة /260/ هيئة دولية معترف بها اعترافا بدور و بسالة المقاومة.
إن الامبريالية الأميركية لا تزال تعربد وتقتل الآلاف في شتى أنحاء العالم من أجل الهيمنة على الشعوب ونهب خيراتها، ولكنها مع ذلك فإنها تعيش في أزمة خانقة, وتلقى هزائم متلاحقة في أكثر من مكان, لأنها مازالت تملك الكثير من الإمكانيات المادية والعسكرية مما يستدعي ويتطلب المزيد من التضامن الأممي والمزيد من النضال ضد العولمة الأميركية الساعية لتمزيق الشعوب والحركات الوطنية في المنطقة وفي العالم.
يظهر من كتابي هذا انني من الاشتراكيين المناضلين ولكني لست كذلك بل انا ابحث مع الباحثين عن بديل للالة الامبريالية المتوحشه و لقد ارتأيته حسبما اظن في الاسلام السياسي المعتدل و هنا اطرح عليك سؤال عزيزي القارئ ما هو البديل المقترح من وجهة نظرك ام انك من انصار السياسات الليبرالية او ما يسمس السووق المفتووح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق